تحرير معنى التدبر عند المفسرين

د. فهد بن مبارك الوهبي

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ..
فإن تحرير الحقائق العلمية وضبطها ؛ من أهم المسائل التي عُني بها العلماء لضبط العلوم .
والحقائق العلمية منها ما يكون متفقاً على مضمونه ـ كالمصطلحات الشرعية في الغالب من صلاة وزكاة وحج وإيمان وكفر وغيرها ـ ومنها ما يختلف العلماء فيه ، فيقع لغير العارف بمرادهم الخلط والخطأ كما وقع ذلك في مصطلح النسخ والكراهة.
والكلمة التي ندرسها في هذه الورقة هي من الحقائق التي يتفق العلماء على مضمونها وإن اختلفت العبارات ، كما سيأتي ــ إن شاء الله ــ .
وقد قسمت الحديث إلى المباحث التالية :

المبحث الأول : تعريف التدبر في اللغة.
المبحث الثاني : معنى التدبر عن المفسرين .
المبحث الثالث : معنى إضافة التدبر للقرآن .
المبحث الرابع : الفرق بين التدبر والاستنباط .
المبحث السادس : نتائج البحث .

تمهيد


التدبر من الكلمات الواردة في القرآن على أصل معناها اللغوي ولم تنتقل إلى اصطلاح شرعي جديد ، وهذا حال أغلب كلمات القرآن .

لذا لا يصح ــ في نظري والعلم عند الله ــ أن نفرد له تعريفاً شرعياً كما في مصطلح الصلاة والزكاة وغيرهما من الكلمات المنقولة عن معناها اللغوي إلى اصطلاح شرعي معروف، بل يبقى التعريف على الاستعمال اللغوي وبه تُفَسَّرُ الآيات التي وردت فيها هذه الكلمة ، وهذا هو عمل المفسرين رحمهم الله تعالى، فإنهم عرَّفوا التدبر بمعناه اللغوي ، وذكروا في كل آية ما يناسب السياق.

يوضح هذا أن الحقيقة الشرعية : ” هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أولاً في الشرع كالصلاة للعبادة المخصوصة المفتتحة بالتكبير المختتمة بالتسليم، وكّالإيمان للاعتقاد والقول والعمل”(1).

قال الآمدي ( ت : 631هـ ): ” وأما الحقيقة الشرعية، فهي استعمال الاسم الشرعي فيما كان موضوعاً له أولاً في الشرع.

وسواء كان الاسم الشرعي ومسماه لا يعرفهما أهل اللغة، أو هما معروفان لهم؛ غير أنهم لم يضعوا ذلك الاسم لذلك المعنى.

أو عَرَفُوا المعنى، ولم يَعْرِفُوا الاسم . أو عرفوا الاسم ولم يعرفوا ذلك المعنى، كاسم الصلاة، والحج، والزكاة نحوه. وكذلك اسم الإيمان والكفر”(2).

بناء على ذلك نقول : إن التدبر حقيقةٌ لغويةٌ متفقٌ على معناها ولم ينتقل إلى حقيقة شرعية ، وإنما يفسر عند الإضافة بما يناسب المضاف إليه ، كما سيأتي عند الحديث عن المعنى الإضافي في ( تدبر القرآن ).

ثم إن التدبر قد أصبح حقيقة عرفية عند المفسرين والمراد بها تدبر القرآن فإذا أطلق التدبر عندهم فالمراد به أخص من المدلول العام للتدبر .

المبحث الأول

( تعريف التدبر في اللغة )

قبل الحديث عن معنى التدبر عند المفسرين ينبغي أن نعرج بلمحة سريعة على معنى التدبر في اللغة حتى يتبين ما قدمناه في التمهيد من كون التدبر حقيقة لغوية لم تنتقل إلى اصطلاح شرعي.
التدبر في اللغة:
تدور مادة الكلمة حول أواخر الأمور وعواقبها وأدبارها ، فالتدبُّر هو : النظر في عواقب الأمور وما تؤول إليه.
قال الزجاج ( ت : 311 هـ ): ” التدبر : النظر في عاقبة الشيء “(3).
وقال ابن فارس ( ت : 395 هـ ): ” دبر: الدال والباء والراء. أصل هذا الباب أنَّ جُلّه في قياسٍ واحد، وهو آخِر الشَّيء “(4).
وقال الجرجاني ( ت : 816 هـ ) في تعريف التدبر: ” عبارة عن النظر في عواقب الأمور ، وهو قريب من التفكر ، إلا أن التفكرَ تصرفُ القلب بالنظر في الدليل ، والتدبر تصرفه بالنظر في العواقب “(5).
والتدبير والتدبر: نظرٌ في عواقب الأمور (6). فتنظر إلى ما يؤول إليه عاقبتُه(7).

المبحث الثاني

تحرير معنى التدبر عند المفسرين


لم يختلف استعمال المفسرين للتدبر عن معناه اللغوي ، بل جاء على الاستعمال السابق.
ويمكن تحرير ذلك بأمرين :

الأول : النظر في تعاريفهم لكلمة التدبر(8):

قال ابن عطية ( ت : 481 هـ ): ” التدبر : النظر في أعقاب الأمور وتأويلات الأشياء “(9).

وقال البغوي ( ت : 516 هـ ): ” التدبر : هو النظر في آخر الأمر، ودُبر كل شيء آخره”(10).

وقال الزمخشري ( ت : 538 هـ ): ” تدبُّر الأمر : تأمُّله والنظر في إدباره وما يؤول إليه في عاقبته ومنتهاه ، ثم استعمل في كل تأمل؛ فمعنى تدبر القرآن : تأمل معانيه وتبصر ما فيه”(11).

وقال الرازي ( ت : 606 هـ ): ” التدبير والتدبر: عبارة عن النظر في عواقب الأمور وأدبارها”(12).

وقال ابن عادل ( ت : 880 هـ ): ” والتَّدْبير والتَّدَبُّر: عبارة عن النَّظَر في عَوَاقِب الأمُور وأدْبَارِهَا”(13).

وقال الشوكاني ( ت : 1250 هـ ): ” يقال تدبرت الشيء : تفكرت في عاقبته وتأملته ، ثم استعمل في كل تأمل ، والتدبير : أن يدبر الإنسان أمره كأنه ينظر إلى ما تصير إليه عاقبته”(14).

وقال الآلوسي ( ت : 1270 هـ ): ” وأصل التدبر التأمل في أدبار الأمور وعواقبها ثم استعمل في كل تأمل سواء كان نظراً في حقيقة الشيء وأجزائه أو سوابقه وأسبابه أو لواحقه وأعقابه”(15).

وقال ابن عاشور ( ت : 1393 هـ ): ” والتدبّر مشتقّ من الدُّبر ، أي الظَّهر ، اشتقّوا من الدُّبر فعلاً ، فقالوا : تدبّر إذا نظر في دبر الأمر ، أي في غائبه أو في عاقبته ، فهو من الأفعال التي اشتقّت من الأسماء الجامدة . والتدبّر يتعدّى إلى المتأمَّل فيه بنفسه ، يقال : تدبّر الأمَر . فمعنى (يتدبرون القرآن): يتأمّلون دلالته ، وذلك يحتمل معنيين : أحدهما أن يتأمّلوا دلالة تفاصيل آياته على مقاصده التي أرشد إليها المسلمين ، أي تدبّر تفاصيله؛ وثانيهما أن يتأمّلوا دلالة جملة القرآن ببلاغته على أنّه من عند الله ، وأنّ الذي جاء به صادق”(16).

وقال أيضاً: ” والتدبر : إعمال النظر العقلي في دلالات الدلائل على ما نصبت له . وأصله أنه من النظر في دُبُر الأمر ، أي فيما لا يظهر منه للمتأمل بادئ ذي بدء”(17).

الثاني : النظر في تفاسيرهم للآيات التي وردت فيها هذه الكلمة:
قال البيضاوي ( ت : 685 هـ ): ” (أفلا يتدبرون القرآن): يتأملون في معانيه ويتبصرون ما فيه ، وأصل التدبر النظر في أدبار الشيء”(18).

وقال أيضاً: “(ليدبروا آياته): ليتفكروا فيها فيعرفوا ما يدبر ظاهرها من التأويلات الصحيحة والمعاني المستنبطة ” (19).

وقال البقاعي ( ت : 885 هـ ): ” (أفلا يتدبرون القرآن) أي يتأملون ، يقال : تدبرت الشيء – إذا تفكرت في عاقبته وآخر أمره”(20).

وقال الشنقيطي ( ت : 1393 هـ ) في قوله تعالى : (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) [ ص: 29 ]: “وقد ذكر جل وعلا ، في هذه الآية الكريمة ، أنه أنزل هذا الكتاب ، معظماً نفسه جل وعلا ، بصيغة الجمع ، وأنه كتاب مبارك وأن من حكم إنزاله ، أن يتدبر الناس آياته ، أي يتفهموها ويتعقلوها ويمعنوا النظر فيها ، حتى يفهموا ما فيها من أنواع الهدى ، وأن يتذكر أولوا الألباب ، أي يتعظ أصحاب العقول السليمة ، من شوائب الاختلال “(21).

وقال في آية سورة محمد : ” ومعلوم أن كل من لم يشتغل بتدبر آيات هذا القرآن العظيم أي: تصفحها وتفهمها ، وإدراك معانيها والعمل بها ، فإنه معرض عنها ، غير متدبر لها ، فيستحق الإنكار والتوبيخ المذكور في الآيات إن كان الله أعطاه فهماً يقدر به على التدبر ، وقد شكا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه من هجر قومه هذا القرآن ، كما قال تعالى (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) [ الفرقان: 30 ]”(22).

المبحث الثالث

معنى إضافة التدبر للقرآن .

يمكن الخروج بتعريف لكلمة التدبر بمعناها الاصطلاحي عند المفسرين بأن التدبر هو :

( تأمل القرآن بقصد الاتعاظ والاعتبار )

• فكلمة ( تأمل ) قد اتفق عليها أغلب المعرفين للتدبر .

• وكلمة ( القرآن ) هي الواردة في نص الآية الكريمة : (أفلا يتدبرون القرآن) [النساء: 82 ، محمد: 24 ] ، وهو المقصود في قوله تعالى : (أفلم يدبروا القول) [المؤمنون:68]، وفي قوله: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) [ ص: 29 ].

• وجملة ( بقصد الاتعاظ والاعتبار ): هي نتيجة التدبر وثمرته ، كما قال تعالى : (ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) [ ص: 29 ]. ومما يدل على كون هذا هو المراد بالتدبر ؛ توجيه الخطاب في الآيات الآمرة به للكفار والمنافقين ، والمقصود من ذلك اتعاظهم بما ورد في القرآن، واعتبارهم الهادي إلى الإيمان واتباع الشرع. وهكذا يكون المقصود عند تعميم الأمر ليشمل المسلمين فالتدبر متوجه إلى اتعاظ القلب واعتباره مما يُثمر بعد ذلك آثاراً دالة على الخشوع: كوَجِل القلب، والبكاء، والخشية، وزيادة الإيمان، وغير ذلك مما ذكره الله تعالى في كتابه نتيجة التأثر بالقرآن كما في قوله تعالى : (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين)[المائدة: 83]. وقوله تعالى : ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد) [الزمر: 23] وقوله تعالى: ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون) [ الأنفال: 23 ].

قال الزمخشري ( ت : 538 هـ ): ” وتدبر الآيات : التفكر فيها ، والتأمل الذي يؤدي إلى معرفة ما يدبر ظاهرها من التأويلات الصحيحة والمعاني الحسنة ، لأن من اقتنع بظاهر المتلو ، لم يحل منه بكثير طائل وكان مثله كمثل من له لقحة درور لا يحلبها ، ومهرة نثور لا يستولدها . وعن الحسن : قد قرأ هذا القرآن عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله : حفظوا حروفه وضيعوا حدوده ، حتى إن أحدهم ليقول : والله لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفاً ، وقد والله أسقطه كله ، ما يرى للقرآن عليه أثر في خلق ولا عمل ، والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده ، والله ما هؤلاء بالحكماء ولا الوزعة ، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء . اللهم اجعلنا من العلماء المتدبرين ، وأعذنا من القراء المتكبرين “(23).

المبحث الرابع

( العلاقة بين التدبر والاستنباط )

الاستنباط في اللغة: هو: الاستخراج(24)، استفعال من أَنْبَطْتُ كذا(25) ومنه قوله تعالى: (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) [النساء: 83] أي: يستخرجونه(26).

وإِنْبَاطُ الماء، واسْتِنْبَاطُه: إِخْرَاجُه، واسْتِخْرَاجُه(27).

ويَظْهَرُ من استعمالات العلماء لمادة نبط؛ أن لفظ الاستنباط في اللغة يُستخدم لكل ما أُخْرِجَ أو أُظْهِرَ بعد خفاءٍ. ويدل على ذلك صراحةً الأقوالُ التالية:

قال ابن جرير الطبري (ت: 310هـ): “وكل مستخرج شيئاً، كان مستتراً عن أبصار العيون، أو عن معارف القلوب؛ فهو له مستنبط”(28).

وقال ابن دريد (ت: 321هـ): “وكل شيء أظهرته بعد خفائه، فقد أنبطته واستنبطته… واستنبطتُ هذا الأمرَ، إذا فَكَّرت فيه فظهر”(29).

وقال المنتجب الهمداني (ت: 643هـ): “يقال لكل ما استخرج حتى تقع عليه رؤيةُ العيونِ، أو معرفةُ القلوبِ؛ قد اسْتُنْبِط”(30).

وقال الزبيدي (ت: 1205هـ): “وكل ما أُظهر بعد خفاءٍ فقد أُنْبِطَ واسْتُنْبِطَ، وفي البصائر: وكل شيء أظهرته بعد خفائه، فقد أنبطته واستنبطته”(31).

ومما سبق يتبين أن معنى الاستنباط في اللغة هو: الاستخراج أو الإظهار بعد الخفاء.

وأما الاستنباط في الاصطلاح:

فقد عرفه غير واحد من العلماء ومن تلك التعاريف :

1- قال ابن جرير الطبري (ت: 310هـ):
(وكل مستخرج شيئاً، كان مستتراً عن أبصار العيون، أو عن معارف القلوب؛ فهو له مستنبط)(32).

2- قال الجصاص (ت: 370هـ):
(اسم لكل ما استخرج حتى تقع عليه رؤية العيون، أو معرفة القلوب، والاستنباط في الشرع: نظير الاستدلال، والاستعلام) (33).

3- قال الماوردي ( ت: 450هـ ):
( والاستنباط: مختصٌّ باستخراج المعاني من النصوص ) (34).

4- قال الزمخشري (ت: 538هـ):
(ما يستخرجه الرجلُ، بفضلِ ذهنِه، من المعاني والتدابيرِ(35)، فيما يَعْضُلُ ويُهِمّ) (36).

5- قال النووي (ت: 676هـ):
(قال العلماء: الاستنباط استخراج ما خفي المرادُ به، من اللفظ)(37).

6- قال ابن القيم (ت: 752هـ):
(استخراج الأمر، الذي من شأنه أن يخفى على غيرِ المُسْتَنْبِط)(38).

ويظهر لي والعلم عند الله أنه يمكن الخروج بتعريف يجمع ما اتفقت عليه التعاريف السابقة وهو أن نقول :

(الاستنباط هو : استخراج ما خفي من النص بطريق صحيح)(39).

وبعد معرفة معنى الاستنباط يمكن بيان العلاقة بين الاستنباط والتدبر بما يلي:
1- أن التدبر أصل الاستنباط، فلا يمكن الاستنباط من النص قبل تدبره والتأمل في معانيه .:

قال الإمام ابن القيم ( ت: 752 هـ) : ” والمقصود تفاوت الناس في مراتب الفهم في النصوص، وأن منهم من يفهم من الآية حُكْمَاً أو حُكْمَيْن، ومنهم من يفهم منها عشرةَ أحكام، وأكثر من ذلك، ومنهم من يقتصر في الفهم على مجرد اللفظ، دون سياقه، ودون إيمائه، وإشارته، وتنبيهه، واعتباره “(40).

وقال ابن عاشور (ت: 1393هـ): “وإنك لتمرُّ بالآية الواحدة، فتتأملها، وتتدبرها، فتنهال عليك معانٍ كثيرة، يسمح بها التركيب، على اختلافِ الاعتبارات في أساليب الاستعمال العربي، وقد تتكاثرُ عليك، فلا تك ـ مِنْ كثرتها ـ في حَصَر، ولا تجعل الحملَ على بعضها، منافياً للحمل على البعض الآخر، إنْ كان التركيبُ سمْحاً بذلك”(41).

2- أن التدبر يعم العلماء وغيرهم ، والاستنباط خاصٌّ بأولي العلم :

ومن لطيف التناسب بين الآيات الدال على هذا الأمر أن آية الاستنباط جاءت عقب آية التدبر كما في قوله تعالى : (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان مِن عند غيره لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا . وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً). [ النساء: 82 ، 83 ]. فوجه الأمر بالتدبر للعموم ، وخص الاستنباط بأولي العلم.

3- يظهر لي والعلم عند الله أن التدبر المأمور به في القرآن؛ متوجه للمقاصد الأصلية من آيات القرآن الكريم ، التي تدعو بتأملها إلى الاهتداء بهدي الإسلام والإيمان بالله تعالى ، والإقرار بصدق الرسالة ، لذا فإن التدبر متوجهٌ إلى الكفار ليُسلموا ، ونتيجة التدبر المذكورة في الآيات تؤيد ذلك فقد قال تعالى : (ولو كان مِن عند غيره لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا) [النساء:82] ، فالتدبر يدل على كون هذا القرآن من عند الله تعالى لصحة أخباره وما تضمنه من الهدايات، وأما الاستنباط فهو لدقائق الأمور ، لذا خُصَّ بالعلماء دون غيرهم.

المبحث الخامس

( العلاقة بين التدبر والتفسير )

يمكن بيان العلاقة بين التدبر والتفسير وذلك بمعرفة مصطلح التفسير ، ثم المقارنة بينه وبين التدبر .
أولاً: التفسير في اللغة:
التفسير: تفعيل من الفَسْر وهو: البيانُ (42)، أو الإبانةُ وكشفُ المُغَطَّى(43).

فالفاء والسين والراء كلمة واحدة تدل على بيانِ شيءٍ وإيضاحِه (44). يقال: فَسَرْتُ الشيءَ أَفْسِرُه بالكسر فَسْراً، ويقال: فَسَر الشيءَ يفْسِرُه ويَفْسُرُه وفسَّره(45)، والتشديدُ أعمُّ في الاستعمال(46)، وبه جاء القرآنُ، كما قال تعالى: (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا) [الفرقان]. أي: بياناً وتفصيلاً(47).

ويقال: استفسرته كذا، أي سألته أن يُفَسِّره لي(48).

قال ابن الأعرابي (ت: 231هـ): “الفَسْر: كشف ما غُطِّي، وقال الليث: الفَسْر: التفسيرُ وهو بيانُ وتفصيلُ الكتاب”(49).

وقيل مأخوذ من قولهم: فسَرْتُ الحديث، أفسِرُهُ، إذا بيَّنْتُه، وفسَّرته تفسيراً كذلك(50).

ومنه الفَسْر والتفْسِرة وهي: نَظَرُ الطبيبِ إلى الماء وحُكْمُه فيه (51).

وكلُّ شيء يُعرف به تفسيرُ الشيء ومعناه فهو تفْسِرته(52).

ومما يلاحظ أن اشتقاق كلمة (فَسَرَ) تدل على البيان، والإيضاح، والإظهار، والكشف. فتفسير الكلام: بيانه، وإيضاحه، وإظهاره، والكشف عن المراد منه(53).

ثانياً: التفسير في الاصطلاح:

اشتهر تعريف التفسير في الاصطلاح عند العلماء واختلفت عباراتهم في الدلالة على هذا العلم، ومن أشهر التعاريف ما يلي(54):

1- قال ابن جزي الكلبي (ت: 741هـ):
“معنى التفسير: شرح القرآن، وبيان معناه، والإفصاح بما يقتضيه بنصِّه أو إشارته أو نجواه(55)”(56).

2- وقال أبو حيان (ت: 745هـ):
“التفسير: علم يُبْحثُ فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، ومدلولاتها، وأحكامها الإفرادية والتركيبية، ومعانيها التي تُحْمَل عليها حال التركيب وتتمات ذلك”(57).

قال رحمه الله في شرح هذا التعريف:

“فقولنا (علم): هو جنس يشمل سائر العلوم.

وقولنا: (يُبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن): هذا علم القراءات.

وقولنا: (ومدلولاتها): أي مدلولات تلك الألفاظ، وهذا علم اللغة الذي يُحتاج إليه في هذا العلم.

وقولنا: (وأحكامها الإفرادية والتركيبية): هذا يشمل علم التصريف، وعلم الإعراب، وعلم البيان، وعلم البديع.

(ومعانيها التي تحمل عليها حال التركيب): شمل بقوله: (التي تحمل عليها): ما لا دلالة عليه بالحقيقة، وما دلالته عليه بالمجاز، فإنَّ التركيب قد يقتضي بظاهره شيئاً، ويصدُّ عن الحمل على الظاهر صادٌّ، فيحتاج لأجل ذلك أن يُحمل على غير الظاهر، وهو المجاز”.

وقولنا: (وتتمات ذلك): هو معرفة النسخ، وسبب النزول، وقصةٌ توضح ما انبهمَ في القرآن، ونحوُ ذلك)”(58).

3- قال الزركشي (ت: 794 هـ):
” علم يعرف به فَهْمُ كتاب الله المنزَّل على نبيه محمد ، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحِكَمِه”(59).

وقال في موضع آخر:
” هو عِلْم نزول الآية وسورتها وأقاصيصها والإشارات النازلة فيها، ثم ترتيب مكِّيِّها ومدنيِّها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها ومجملها ومفسرها” قال: “وزاد فيه قوم: علم حلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعِبَرِها وأمثالها”(60).

4- وقال ابن عرفة المالكي (ت: 803 هـ):
“هو العلم بمدلول القرآن وخاصيِّة كيفية دلالته، وأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ”(61).

قال في شرح هذا التعريف: “فقولنا: (خاصية كيفية دلالته): هي إعجازه، ومعانيه البيانيّة، وما فيه من علم البديع الذي يذكره الزمخشري (ت: 538هـ)، ومن نحا نحوه”(62).

5- وقال الكافِيَجي (ت: 879هـ):
“وأما التفسير في العرف(63) فهو: كشف معاني القرآن، وبيان المراد”(64).

6- وقال الزُّرْقاني (ت: 1367هـ ):
“علم يُبْحَثُ فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله بقدر الطاقة البشرية”(65).

7- وقال محمد الطاهر بن عاشور (ت: 1393هـ):
“اسم للعِلْم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن، وما يستفاد منها، باختصار أو توسُّع”(66).

8- وقال الشيخ مناع القطان (ت:1420هـ):
“بيان كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم (67).

9- وقال الشيخ محمد بن عثيمين (ت: 1421هـ):
“بيان معاني القرآن الكريم”(68).

10 – وقال الدكتور مساعد الطيار:
” التفسير: بيان القرآن الكريم”(69).

وقال في شرح هذا التعريف: “فخرج بالبيان: ما كان خارجاً عن حدِّ البيان؛ ككثير من المسائل الفقهية، والمسائل النحوية، ومبهمات القرآن، وغيرِها مما يُذكر في كتب التفسير، مما لا أثر له في التفسير.

ويخرج بالقرآن: غيرُ كلام الله سبحانه، وكلامُه لملائكته، وكلامُه لرسلِه السابقين، والحديثُ القدسيُّ، والله أعلم”(70).

وبعد الاطلاع على ما سبق من التعاريف، ومعرفة ما يُعترض به عليها، يمكن القول بأن تعريف مصطلح التفسير يختلف باختلاف مقصود المعرِّف، فإن كان المراد تحديد مصطلح التفسير عند العلماء السابقين، فيمكن تعميمه ليشمل جوانب أخرى غير التي اقتصر عليها المتأخرون، ولذا يكون مصطلحُ التفسيرِ عندهم أعمَّ وأشملَ ممن جاء بعدهم، وهذا صريح كلامهم، ومنطوق تعاريفهم، ولا يمكن محاكمة كتبهم على اصطلاح حادث بعدهم، وإن كان المقصودُ تحديد ما هو الألصق بلفظ التفسير اللغوي من تلك التعاريف، فلا شك أن الاقتصار على ذكر البيان في التعاريف هو الأولى.

فنحن إذن أمام مصطلح تغير مفهومه من جيل إلى جيل، فنجد المفهوم لدى المتقدمين ـ أو أغلبهم ـ أعم وأوسع وهو الشأن في جميع العلوم حتى تستقر وتتحرر، وهذا منهج التعميم للمصطلح.

ثم جاء منهج تحريره وتمحيصه وبيان علاقته بغيره مما أدخل فيه. وهذا أدق .

ويمكن بيان العلاقة بين التدبر والتفسير بما يلي :

1- أن التدبر لا يكون إلا بعد معرفة التفسير الصحيح للآية كما سيأتي في النتائج.

2- أن التفسير في عمل المفسرين يشمل التدبر ، فكتب التفسير مشتملة على الكثير من تدبر القرآن والحث عليه وذكر ثمرات لتدبر آيات من القرآن الكريم .

3- أن التدبر من أكبر مقاصد التفسير ، وذلك لأن كثيراً من آياتٍ القرآن الكريم هي آيات عظة وعبرة ، وبيان تلك العبر والعظات هي من التفسير قطعاً، لكونها بيان المراد من هذه الآيات.

4- أن المقصود الأصلي للتفسير هو بيان معاني كلام الله تعالى ، ومقصود التدبر هو الاتعاظ والاعتبار.

المبحث السادس

( أهم النتائج من البحث )

وبعد النظر في كلام المفسرين وفي الآيات الواردة في التدبر يمكن لنا أن نخلص إلى النتائج التالية :

1- أن التدبر لا يكون إلا بالتأمل:

يقول الزمخشري ( ت : 538 هـ ): ” تدبُّر الأمر : تأمُّله والنظر في أدباره وما يؤول إليه في عاقبته ومنتهاه ، ثم استعمل في كل تأمل؛ فمعنى تدبر القرآن : تأمل معانيه وتبصر ما فيه”(71).

وقال البيضاوي( ت : 685 هـ ): ” (أفلا يتدبرون القرآن): يتأملون في معانيه”(72).

وقال البقاعي ( ت : 885 هـ ): ” (أفلا يتدبرون): أي يتأملون “(73).

وقال الشوكاني ( ت : 1250هـ ): ” يقال تدبرت الشيء : تفكرت في عاقبته وتأملته ، ثم استعمل في كل تأمل”(74).

ويقول الآلوسي ( ت : 1270 هـ ): ” وأصل التدبر: التأمل في أدبار الأمور وعواقبها، ثم استعمل في كل تأمل، سواء كان نظراً في حقيقة الشيء وأجزائه، أو سوابقه وأسبابه، أو لواحقه وأعقابه”(75).

2- أن محل الـتأمل هو مدلولات الآيات :

قال البغوي ( ت : 516 هـ ): ” (أفلم يدبروا) يتدبروا (القول): يعني: ما جاءهم من القول وهو القرآن، فيعرفوا ما فيه من الدلالات على صدق محمد صلى الله عليه وسلم”(76).

وقال ابن عاشور ( ت : 1393 هـ ): ” فمعنى (يتدبرون القرآن): يتأمّلون دلالته”(77).

3- أن غاية التدبر هي الهداية والاعتبار :

قال ابن عطية ( ت : 481 هـ ): “وتدبر القرآن : زعيم بالتبيين والهدى”(78).

وهي هدايتان :

هداية عامة: وهي الإيمان بكون هذا القرآن حق من عند الله تعالى ، وأن من جاء به رسول صدق . وهي الواردة في قوله تعالى : (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) [ النساء: 83 ].

وهداية خاصة : وهي الوصول إلى مقاصده التفصيلية التي تدل عليها آياته الكريمة.

قال ابن عاشور ( ت : 1393 هـ ): ” وذلك يحتمل معنيين : أحدهما أن يتأمّلوا دلالة تفاصيل آياته على مقاصده التي أرشد إليها المسلمين ، أي تدبّر تفاصيله؛ وثانيهما أن يتأمّلوا دلالة جملة القرآن ببلاغته على أنّه من عند الله ، وأنّ الذي جاء به صادق”(79).

وقال السعدي ( ت : 1367 هـ ) : “أي: فهلا يتدبر هؤلاء المعرضون لكتاب الله، ويتأملونه حق التأمل، فإنهم لو تدبروه، لدلهم على كل خير، ولحذرهم من كل شر، ولملأ قلوبهم من الإيمان، وأفئدتهم من الإيقان، ولأوصلهم إلى المطالب العالية، والمواهب الغالية، ولبين لهم الطريق الموصلة إلى الله، وإلى جنته ومكملاتها ومفسداتها، والطريق الموصلة إلى العذاب، وبأي شيء تحذر، ولعرفهم بربهم، وأسمائه وصفاته وإحسانه، ولشوقهم إلى الثواب الجزيل، ورهبهم من العقاب الوبيل”(80).

4- أن التدبر مبني على معرفة التفسير وفهم المعاني :

يتضح ذلك من قول الزمخشري ( ت : 538 هـ ): ” فمعنى تدبر القرآن : تأمل معانيه وتبصر ما فيه”(81).

فالمعاني إذاً معلومة للمتدبر ، لذا فإنه ينتقل إلى التأمل والتبصر لأجل الوصول إلى التدبر . ومثله قول البيضاوي ( ت : 685 هـ ): “(أفلا يتدبرون القرآن): يتأملون في معانيه ويتبصرون ما فيه”(82).

5- أن صحة التدبر مرهونة بسلامة القلب :

لذا يقول جل وعلا : (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) [ محمد: 24 ]. فالمشركون الذين أصابهم الرين لم ينتفعوا بهذا القرآن . بل وصل بهم تدبرهم إلى القول بأنه شعر أو سحر.

6- أن اتّباع المتشابه صاد عن التدبر :

قال قتادة ( ت : 118 هـ ): “إذاً والله يجدون في القرآن زاجراً عن معصية الله لو تدبره القوم فعقلوه ، ولكنهم أخذوا بالمتشابه فهلكوا عن ذلك “(83).

7- أن ثمرة التدبر تحصل بالدوام والاستمرار عليه :

قال البقاعي ( ت : 885 هـ ): “ولما كان الاستفهام إنكارياً فكان معناه نفياً ، فهو لكونه داخلاً على النفي نفي له فصار إثباتاً ، فكان كأنه قيل : هل يجددون التدبر تجديداً مستمراً لترق قلوبهم به وتنير بصائرهم له ، فيكفوا عن الإفساد والتقطيع “(84).

8- أن التدبر دافع لموهم التعارض بين الآيات القرآنية :

بدليل قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) [النساء: 82] ، قال الزمخشري ( ت : 538 هـ ): ” فإن قلت : أليس نحو قوله : (فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين)[ الأعراف: 107] ، (كأنها جان) [ النمل ] ، (فوربك لنسألنهم أجمعين) [ الحجر ] ،(فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان) [ الرحمن ] من الاختلاف؟ قلت : ليس باختلاف عند المتدبرين”(85).

وقال ابن كثير ( ت : 774 هـ ) في هذا المعنى : ” (لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً): أي: اضطرابا وتضادًّا كثيرًا. أي: وهذا سالم من الاختلاف، فهو من عند الله. كما قال تعالى مخبرا عن الراسخين في العلم حيث قالوا: (آمنا به كل من عند ربنا) [آل عمران:7] أي: محكمه ومتشابهه حق؛ فلهذا ردوا المتشابه إلى المحكم فاهتدوا، والذين في قلوبهم زيغ ردوا المحكم إلى المتشابه فغووا؛ ولهذا مدح تعالى الراسخين وذم الزائغين”(86).

وقال الآلوسي ( ت : 1270 هـ ): ” وما يظن من الاختلاف كما في كثير من الآيات ، ومنه ما سبق آنفاً ليس من الاختلاف عند المتدبرين “(87).

9- أن الأمر بالتدبر يدل على أن القرآن معلوم المعنى :

قال الرازي ( ت : 606 هـ ): ” دلت الآية على أن القرآن معلوم المعنى خلاف ما يقوله من يذهب إلى أنه لا يعلم معناه إلا النبي والإمام المعصوم ، لأنه لو كان كذلك لما تهيأ للمنافقين معرفة ذلك بالتدبر ، ولما جاز أن يأمرهم الله تعالى به وأن يجعل القرآن حجة في صحة نبوته ، ولا أن يجعل عجزهم عن مثله حجة عليهم ، كما لا يجوز أن يحتج على كفار الزنج بمثل ذلك”(88).

10- أن الأمر بالتدبر غير مقتصر على المسلمين ، بل يشمل الكفار ، وقد قال تعالى 🙁أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين) [المؤمنون].

قال الطبري ( ت : 310 هـ ): ” يقول تعالى ذكره: أفلم يتدبر هؤلاء المشركون تنزيل الله وكلامه، فيعلموا ما فيه من العبر، ويعرفوا حجج الله التي احتج بها عليه فيه؟”(89).

وقال الشوكاني ( ت : 1250 هـ ): ” قوله : (أفلم يدبروا) [المؤمنون:68] بين سبحانه أن سبب إقدامهم على الكفر هو أحد هذه الأمور الأربعة : الأوّل : عدم التدبر في القرآن ، فإنهم لو تدّبروا معانيه لظهر لهم صدقه وآمنوا به وبما فيه “(90).

وقال السعدي ( ت : 1367 هـ ): ” (أفلم يدبروا) [المؤمنون:68] أي أفلا يتفكرن في القرآن ويتأملونه ويتدبرونه أي فإنهم لو تدبروه لأوجب لهم الإيمان ولمنعهم من الكفر ولكن المصيبة التي أصابتهم بسبب إعراضهم عنه ودل هذا على أن تدبر القرآن يدعو إلى كل خير ويعصم من كل شر”(91).

11- قال الشوكاني ( ت : 1250 هـ ): ” وفي الآية دليل على أن الله سبحانه إنما أنزل القرآن للتدبر ، والتفكر في معانيه ، لا لمجرد التلاوة بدون تدبر”(92).

والله أعلم ،،،
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً


حواشي:
(1) مذكرة أصول الفقه : ( 12 ) . ومثال الحقيقة الشرعية : تخصيص الهدي المذكور في قوله تعالى : ( هدياً بالغ الكعبة ) : بالنَّعم مع كونه أخص من المعنى اللغوي الشامل لكل ما يُهدى للكعبة، وتخصيص الإيمان والكفر بالمعنى المعروف شرعاً.
(2) الإحكام : ( 1 / 27 ).
(3) زاد المسير : ( 2 / 72 ).
(4) معجم مقاييس اللغة : ( 2 / 266 )، وانظر : العين : ( 2 / 117 ).
(5) التعريفات : ( 17 ).
(6) العين للخيل : ( 2 / 117 )، والقاموس المحيط : ( 1 / 403 ).
(7) انظر: الصحاح في اللغة : ( 1 / 197 ).
(8) جمعت في ذلك ما وجدتُ من كلام المفسرين حتى يكون بين يدينا ـ مع كثرة النقل ـ بقصد الخروج بالنتيجة المذكورة في البحث.
(9) المحرر الوجيز : ( 2 / 161 ).
(10) تفسير البغوي : ( 2 / 254 ).
(11) الكشاف: ( 1 / 438 ).
(12) تفسير الرازي : ( 5 / 300 ).
(13) تفسير اللباب : ( 5 / 269 ).
(14) فتح القدير : ( 2 / 180 ).
(15) روح المعاني: ( 4 / 150 ).
(16) التحرير والتنوير : ( 3 / 483 ).
(17) السابق: ( 9 / 385 ).
(18) تفسير البيضاوي: ( 1 / 478 ).
(19) أنوار التنزيل: ( 5 / 93 ).
(20) نظم الدرر : ( 2 / 238 ).
(21) أضواء البيان : ( 7 / 9 ).
(22) أضواء البيان : ( 7 / 358 ).
(23) الكشاف : ( 6 / 17 ).
(24) معجم مقاييس اللغة لابن فارس: ( 972 )، الصحاح للجوهري: ( 3 / 1162 )، تهذيب الصحاح للزنجاني: (2 / 465 )، الفريد في إعراب القرآن المجيد للهمداني: (1 / 768 )، شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم للحميري: (10 / 6475 )، النهاية في غريب الحديث لابن الأثير: ( 5 / 7 ).
(25) المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني: ( 788 ).
(26) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ( 1 / 134 )، غريب القرآن وتفسيره للزيدي: ( 122 )، تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ( 132 )، معاني القرآن وإعرابه للزجاج: ( 2 / 83 )، معاني القرآن للنحاس: ( 2 / 141 )، المفردات في غريب القرآن للأصفهاني: ( 788 )، معالم التنزيل للبغوي: ( 1 / 456 )، عمدة الحفاظ للسمين الحلبي: (4 / 138)، تفسير القرآن للعز ابن عبد السلام: ( 111 ).
(27) الفريد في إعراب القرآن المجيد للهمداني: ( 1 / 769 ).
(28) جامع البيان: ( 4 / 184 ).
(29) جمهرة اللغة لابن دريد: ( 1/ 310 )، وانظر المعجم الوسيط: ( 2 / 897 ). ونقله الصغّاني في العباب الزاخر: حرف الطاء: ( 207 ).
(30) الفريد في إعراب القرآن المجيد للهمداني: ( 1 / 768 ).
(31) تاج العروس للزبيدي: ( 20 / 129 ).
(32) جامع البيان: ( 4 / 184 ).
(33) أحكام القرآن: ( 2 / 215 ).
(34) أدب القاضي: ( 1 / 535 ). ويقصد بالمعاني العلل كما ذكر ما يدل عليه في: ( 1 / 536 ) منه.
(35) قال الجرجاني: ” التدبير: استعمال الرأي بفعل شاق، وقيل: النظر في العواقب بمعرفة الخير، وقيل: التدبير إجراء الأمور على علم العواقب، وهي لله تعالى حقيقة وللعبد مجازاً”. التعريفات: ( 54 ).
(36) الكشاف: ( 2 / 117 ). وهذا التعريف ذكره غير واحد من العلماء منهم: النسفيُّ في: مدارك التنزيل: ( 1 / 350 )، والخازنُ في: لباب التأويل: ( 2 / 119 )، وعلاءُ الدين البخاري في: كشف الأسرار: ( 1 / 65 ).
(37) تهذيب الأسماء واللغات: ( ق 2 / 1 / 158 ). ويلاحظ أن هذا التعريف يكتسب قوة حيث نسبه النووي رحمه الله إلى العلماء فكأنه تعريف لمجموعة من العلماء وليس تعريفاً خاصاً بالنووي رحمه الله.
(38) إعلام الموقعين: ( 1 / 172 ).
(39) انظر: منهج الاستنباط من القرآن الكريم : ( 45 ) .
(40) إعلام الموقعين: ( 1 / 267 ).
(41) التحرير والتنوير: ( 1 / 97 ).
(42) معجم مقاييس اللغة لابن فارس: ( 818 )، شمس العلوم للحميري: ( 8 / 5189 )، لسان العرب لابن منظور: ( 5 / 55)، الصحاح للجوهري: (2 / 781 ). وانظر: جمهرة اللغة لابن دريد: ( 2 / 334 )، تاج العروس للزبيدي: ( 13 / 323 )، القاموس المحيط للفيروز آبادي: ( 2 / 114 ).
(43) تهذيب اللغة للأزهري: ( 12 / 406 )، القاموس المحيط للفيروز آبادي: ( 2 / 114 ).
(44) معجم مقاييس اللغة لابن فارس: ( 4 / 504 ).
(45) معجم مقاييس اللغة لابن فارس: ( 4 / 504 )، الصحاح للجوهري: ( 2 / 781 )، تاج العروس للزبيدي: (13 / 323 )، لسان العرب لابن منظور: (5 /55 ).
(46) تاج العروس للزبيدي: ( 13 / 323 ). ونقل هذا التعميم عن ابن القطاع.
(47) انظر: جامع البيان لابن جرير: ( 17/ 448 )، وانظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ( 980 )، ومعالم التنزيل للبغوي: ( 6 / 83 ).
(48) الصحاح للجوهري: ( 2 / 781 ). وانظر: تاج العروس للزبيدي: ( 13 / 324 ).
(49) تهذيب اللغة للأزهري: ( 12 / 406 ـ 407 ). وانظر كتاب العين للخليل: ( 7 / 247 ).
(50) جمهرة اللغة لابن دريد: ( 2 / 334 ).
(51) معجم مقاييس اللغة لابن فارس: ( 4 / 504 )، الصحاح للجوهري: ( 2 / 781 ). وقال الجوهري عن التفسرة: “وأظنه مولَّداً”.
(52) كتاب العين للخليل: ( 7 / 248 )، تهذيب اللغة للأزهري: ( 12 / 407 )، تاج العروس للزبيدي: ( 13 / 324 )، وانظر أساس البلاغة للزمخشري: ( 2 / 22 ).
(53) تفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه للعبيد: ( 16 ).
(54) استفدت في جمع هذه التعريفات من كتاب التفسير اللغوي: ( 21 ـ 25 ).
(55) هكذا وجدته ولعله أو فحواه .
(56) التسهيل لعلوم التنزيل: ( 875 ).
(57) البحر المحيط: ( 1 / 121 ).
(58) البحر المحيط: ( 1 / 121 ).
(59) البرهان في علوم القرآن: ( 1 / 13 ).
(60) البرهان: ( 2 / 148 ).
(61) تفسير ابن عرفة: ( 1 / 59 ).
(62) انظر: تفسير ابن عرفة: ( 1 / 59 ).
(63) يظهر أن الكافيجي يُعَبِّرُ بقوله ( العرف ) ويريد ( الاصطلاح ) وقد تكرر استخدامه هذا في تعريفات: التأويل، والقرآن، وغيرهما، انظر كتابه: التيسير في قواعد التفسير: ( 125، 161، 167 ).
(64) التيسير في قواعد التفسير: ( 124 ).
(65) مناهل العرفان: ( 2 / 7 ).
(66) التحرير والتنوير: ( 1 / 11 ).
(67) نقلته عن التفسير اللغوي: ( 24 ). ونقله عن مذكرة علوم القرآن كتبها الشيخ لطلاب الدراسات العليا بقسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين بالرياض عام 1419 ـ 1410هـ.
(68) أصول في التفسير: ( 28 ).
(69) التفسير اللغوي: ( 32 ).
(70) التفسير اللغوي: ( 32 ).
(71) الكشاف: ( 1 / 438 ).
(72) تفسير البيضاوي: ( 1 / 478 ).
(73) نظم الدرر : ( 2 / 238 ).
(74) فتح القدير : ( 2 / 180 ).
(75) روح المعاني: ( 4 / 150 ).
(76) معالم التنزيل : ( 5 / 423 ).
(77) التحرير والتنوير : ( 3 / 481 ).
(78) المحرر الوجيز : ( 6 / 139 ).
(79) التحير والتنوير : ( 3 / 483 ).
(80) تيسير الكريم الرحمن: ( 1 / 788 ).
(81) الكشاف: ( 1 / 438 ).
(82) أنوار التنزيل : ( 1 / 478 ).
(83) جامع البيان : ( 22 / 179 )، والدر المنثور : ( 9 / 203 ).
(84) نظم الدرر : ( 8 / 98 ).
(85) الكشاف: ( 1 / 438 ).
(86) تفسير القرآن العظيم : ( 2 / 364 ).
(87) روح المعاني: ( 4 / 150 ).
(88) مفاتيح الغيب: ( 5 / 301 ).
(89) جامع البيان : ( 19 / 56 ).
(90) فتح القدير: ( 5 / 168 ).
(91) تيسير الكريم الرحمن: ( 1 / 554 ).
(92) فتح القدير: (6 / 242 ).

العزيز المفقود - الموقع الرسمي
Logo